مارجريت الاداره العامه
عدد المساهمات : 182 تاريخ التسجيل : 21/05/2010 العمر : 41
| موضوع: مصادر القانون الكنسي السبت يونيو 25, 2011 1:02 pm | |
| مصادر القانون الكنسي بقلم المتنيح الأنبا غريغوريوس الواقع أن مصادر القانون الكنسي كمصادر التعليم المسيحي, وهي ثلاثة مصادر: +المصدر الأولي هو الكتاب المقدس. +المصدر الثاني هو التقليد. +المصدر الثالث هو المجامع المسكونية أولا ثم الإقليمية بعد ذلك. أولا: الكتاب المقدس: الكتاب المقدس هو المصدر الأول للقانون الكنسي في الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية, وإذا قلنا الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية فهذا الكلام لا ينطبق فقط علي الكنيسة الأرثوذكسية في مفهومنا الشرقي, ولكنه يمتد إلي بدء الكنيسة الرسولية الجامعة, والتي استمرت فترة طويلة إلي ما قبل الانقسام بسبب مجمع خلقيدونية سنة 451م, وأيضا ما بعد مجمع خلقيدونية, وخصوصا في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ومن انشعب منها بعد ذلك مثل الكنائس المصطلح عليها بالكنائس الأرثوذكسية البيزنطية, وهذه عائلة تتألف اليوم من خمس عشرة كنيسة, وهي الكنائس اليونانية والكنيسة الروسية والكنيسة اليوغسلافية والكنيسة الرومانية والكنيسة البلغارية...إلي آخر هذه المجموعة, وهي تسمي نفسها بالكنائس الأرثوذكسية, بل لعلها تصر علي أن تسمي نفسها بالكنائس الأرثوذكسية علي الإطلاق, لأن كلمة الأرثوذكسية بالنسبة لها غالية جدا. وهي حريصة عليها تمام الحرص خصوصا بعد أن انشقت وانفصلت عن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في القرن الحادي عشر. أقصد إن أقول أن الكتاب المقدس هو المصدر الأساسي للقانون الكنسي, ليس فقط في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة, وإنما هو أيضا بالنسبة للكنائس الأخري, التي تحرص علي أن تسمي نفسها بالكنائس الأرثوذكسية وهي التي تتبع الطقس البيزنطي, وحتي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية فإنها أيضا وإن كانت تؤثر كلمة كاثوليكية لكن في طقوسها القديمة وخصوصا في القداس اللاتيني تحرص علي تعبير الأرثوذكسية باعتباره يمثل الكنيسة الأولي. وإذا امتددنا إلي حركة الإصلاح كما تسمي في التاريخ البروتستانتي ابتداء من عهد لوثر وإلي اليوم, فهذه الكنائس والجامعات والفرق المختلفة التي انشعبت عنها, كلها أيضا تعتبر الكتاب المقدس هو المصدر الأساسي للكيان الكنسي. فعندما نتكلم عن الكتاب المقدس مصدر للقانون الكنسي, وحينما نقول إنه المصدر الأساسي للقانون الكنسي في الكنيسة الأرثوذكسية, نقصد أولا وبالذات الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية منذ بدء الكنيسة. ثانيا:التقليد: والحق إذا قلنا أن التقليد هو المصدر الثاني من مصادر القانون الكنسي والتعليم المسيحي, فكلمة الثاني في مفهومنا الكنسي, ليس المقصود بها أنه أقل قيمة من الكتاب المقدس. لأن الكتاب المقدس نفسه هو ذاته يعد تقليدا في المفهوم الكنسي الأرثوذكسي وحتي الكاثوليكي, المفهوم المسيحي النقي الأساسي أن الكتاب المقدس نفسه جزء من تراثنا, لأن كلمة التقليد هنا معناها التراث المسيحي المسلم لنا. ولكي نترجم كلمة تقليد وهي باليونانية(باراديسوس) وبالإنجليزيةTradition وباللاتينية من كلمة Traditio , والكلمة اليونانية باراديسوس مركبة من مقطعتين أو من كلمتين,بارا ترجمتها حرفيا بالإنجلزي FROM HAND TO HAND أي من يد إلي يد, حاجة مسلمة, أماديسوس معناهاSomething having عطية أو كما يقولوا في اللغة العربيةمعطيات. هذه الأشياء المعطيات من يد إلي يد أي مسلمة من إنسان لإنسان, أخذت معني اصطلاحي للشئ المسلم من هذا الإنسان بمثابة الأب, والإنسان الذي بعده وهو بمثابة الابن. إذن التقليد في المفهوم الأساسي الكنسي هو عبارة عن مسلمات من يد إلي يد ومن جيل الآباء إلي جيل الأبناء. من هنا كل ما تسلمناه في المسيحية من أقدم العصور, سواء أكان شفهيا أو تحريريا فيعد تقليدا, ويعد تسليمات من جيل الآباء إلي جيل الأبناء. بهذا المعني يمكن أن نسمي الكتاب المقدس نفسه تقليدا, باراديسوس لماذا؟ لأنه تراث سلم إلينا من القديم ,فالآباء الرسل هم الذين كتبوا الكتاب المقدس, ثم أصبح هذا الكتاب المقدس شيئا موجودا يتلقفه ويتسلمه جيل الأبناء عن الآباء. فعندما ينشأ الطفل الصغير ويجد الكتاب المقدس في المنزل, يعرف أن هذا الكتاب المقدس هو كلام الله, هو لن يبحث في ذلك لأنه ليس في سن البحث لكي يتحقق من ذلك, فمثلما يجد اللعة ومضطر أن يستخدمها كموضعات اجتماعية, يجد الكتاب المقدس في البيت, وموجود في الأسرة علي أنه كتاب الله فينشأ علي هذا الاعتقاد, ثم يسلم هذا للأجيال التالية, فيصبح الكتاب المقدس نفسه تراثنا الذي هو جزء من تراث الآباء يسلم للأبناء, من هنا نقول إن التقليد هو المصدر الثاني, وهنا لا نقصد أبدا التقليل من شأن التقليد لأن الكتاب المقدس نفسه يعد تقليدا, نريد أن نقول إنه في الدرجة الدينية أو الروحية أو الكنسية أن تعليم الكتاب المقدس ونصوص الكتاب المقدس نصوص مسلمة إلينا, إلي جانب ذلك هناك أيضا تراث شفاهي, فمثلا القداس في أساسه, والطقس الكنسي في أساسه, وبعض الترتيبات كرسم علامة الصليب, أو الأصوام أو الأعياد, هذه الترتيبات الكنسية التي صرنا عليها منذ الابتداء, كل هذه جزء من التراث وتسلمناه من الأقدمين, هذا التراث جزء منه سلم علي قدم المساواة من الآباء الرسل, فلابد أن توضع علي قدم المساواة مع الكتاب المقدس, علي أساس أن الرسل سلموا هذا الكتاب المقدس وسلموا هذا التراث, فإذا كان المصدر واحدا وهذا هو عمل الروح القدس في الكنيسة فمن هنا يكون هناك مساواة في الاعتبار. فمن ناحية التشريع الكنسي هناك من المسلمات التي تسلمها آباء الكنيسة من الرسل, هم لم يبدأوها إنما أخذوها من الآباء الرسل الأولين. لكن يوجد أشياء لم تبدأ في عصر الرسل إنما بدأت في عصور متأخرة عنهم, هذه الأشياء وإن كانت لها قانونية لأنها من آباء الكنيسة المعتبرين أعمدة, لكن ممكن أن نميز في الدرجة بين هذا التراث الذي تسلم أصلا من الرسل, ونحن علي يقين تام أننا تسلمناه من الآباء الرسل, وبين التراث الذي نعلم أننا تسلمناه من الآباء اللاحقين علي الرسل, فإذا كنا نقول الكتاب المقدس نمرة واحد, فليس معني ذلك أن التقليد أقل مقاما من الناحية اللاهوتية عن الكتاب المقدس, لأن الكتاب المقدس نفسه تقليد, ولكن لأن التقليد يشمل أشياء من العصر الأول مسلمة من المسيح ومسلمة من الرسل, ويشمل أيضا أشياء أخري جاءت متأخرة في الزمان. ثالثا:المجامع المسكونية: المصدر الثالث هو المجامع المسكونية والمجامع الإقليمية. في مفهومنا الكنسي أن المجامع صوتها صوت الله لماذا؟ أتكلم في المفهوم العقائدي, والمفهوم اللاهوتي, أن الأساقفة في الكنيسة الذين يتألف منهم المجمع سواء أكان مسكونيا أو إقليميا, في المفهوم العقائدي والكنسي أن الأسقف هي الدرجة الرسولية, وأنها امتداد للخدمة الرسولية وللدرجة الرسولية, والكنيسة تفهم أن المسيح مع الكنيسة عندما يقولها أنا معكم كل الأيام والكلمة قيلت للآباء الرسل أولا, تنظر الكنيسة إلي هذه المعية علي أن امتدادها هو امتداد الكهنوت في الكنيسة, لماذا؟ لأن الآباء الرسل كبشر فانون لكن الكهنوت باق, والكنيسة بناء علي هذا فيها استمرارية, هذا التواصل وهذه الاستمرارية في الكنيسة, واستمرارية معية المسيح واستمرارية عمل الروح القدس في الكنيسة, قائم علي أساس أن الرسل ليس منظورا إليهم علي أنهم كأشخاص بطرس ويعقوب ويوحنا و...., ولكن بخلاف هؤلاء الكهنوت قائم, لذلك نضرب مثلا, عندما توضع شمعة منيرة, وأوقدنا منها شمعة أخري فأصبح هنا نور وهنا نور, لانقدر أن نقول أن هذا النور في هذه الشمعة أحسن من النور الذي في الشمعة الأخري, أو أقوي منها أو أعظم منها, لأن نور هذه من نور الأخري,فالكهنوت مثل الكهرباء في الكنيسة, الكهنوت وعمل الروح القدس واستمرارية عمل الروح القدس خط واحد يسير في الكنيسة, والكهنوت مثل الكهرباء يسير بغير توقف, وحينئذ يبقي الآباء الرسل وإن كانوا أشخاصا اختفوا من الكنيسة لكن الكنيسة باقية في خلفائها, هؤلاء الخلفاء ليسوا أقل مرتبة من الوجهة الكهنوتية من الآباء الرسل, علي أساس أن الكهنوت باق ومستمر, وهو البرهان العملي والحسي علي استمرار عمل الروح القدس واستمرار معية المسيح في الكنيسة. لأنه لو قلنا إن الروح القدس أو المسيح موجود بصفة أقل في العصر الرسولي الثاني للرسل, سيكون بصفة أقل في العصر الثالث, وبصفة أقل في الرابع, معني ذلك أن الكنيسة توقفت وانتهت من زمن, لكن ضمان استمرارية عمل المسيح في الكنيسة, وضمان استمرارية عمل الروح القدس في الكنيسة إلي يوم مجئ المسيح الثاني, يقتضي أن الكهنوت قائم إلي الأبد, وهذا هو المعني الذي يجب أن يكون في اعتبارنا لأنه في غاية الأهمية, حينما ينادي الشماس بمناسبة حضور البطريرك أو المطران أو الأسقف في الكنيسة, ويقولأنت الكاهن إلي الأبد هذا الكلام غير موجه للبطريرك أو للمطران, أنت الكاهن إلي الأبد, هذا الكلام موجه للمسيح, في مرة في أحد بلاد الصعيد كنت موجودا مع مطران الإيبارشية, وكاهن الكنيسة يقولأنتما الكاهنان فأوقفته وقلت له هذا الكلام ليس موجه للمطران أو إلي أي أسقف, ولكنه للمسيح, المسيح هو الكاهن, لكنه يقال بمناسبة وجود البطريرك أو المطران أو الأسقف لأنه الصورة الحسية لكهنوت المسيح الباقي إلي الأبد, أي إنسان من البشر ليس باق إلي الأبد أقصد بقاءه هنا علي الأرض, لكن أنت الكاهن إلي الأبد كهنوت المسيح باق إلي الأبد, فيسقط ويموت الأشخاص إنما المسيح باقيا والكهنوت باق, ولهذا السبب أنه لابد أن يكون هناك خلافة, بقاء المسيح وبقاء الروح القدس في الكنيسة أساسه أننا ننظر نظرة روحية صوفية إلي أن المسيح في الكنيسة, وهذا هو السبب أن المطران أو الأسقف أو البطريرك يرسم بعد سفر أعمال الرسل مباشرة, لأن الكنيسة تريد أن تبين استمرارية الكهنوت واستمرارية الكنيسة, وأن هذه الدرجة الأسقفية إنما هي نفس درجة الرسل, وهي امتداد لدرجة الرسل. إذن فكرة المجامع المسكونية كمصدر من مصادر التعليم الكنسي, المقصود بها من جهة جوهر العقيدة ومن الناحية اللاهوتية, فكرة المجامع المسكونية هي فكرة استمرار الروح القدس في الكنيسة, وأن الآباء الأساقفة هم استمرار للرسل والخلافة الرسولية فكما أن الآباء الأساقفة اجتمعوا في مجمع أورشليم سنة51 ميلادية, لكي يبتوا في مشكلة نشبت وكان فيها طرفا نزاع, وهو النزاع المعروف علي قبول الناس الداخلين من الأمم, وهل هم يلتزمون بشريعة العهد القديم, من جهة الختان ومن جهة حفظ يوم السبت ومن جهة الغسلات وما إليها من طقوس العهد القديم؟ هل يلتزم الإنسان المؤمن من غير اليهود الذي جاء إلي المسيحية مباشرة عن غير طريق اليهودية, هل يلتزم بأعمال الناموس القديمة؟ أم أنه يعفي منها ويدخل إلي المسيح مباشرة؟ تعلمون أنه حدث مناقشة حامية, عبر عنها بولس الرسول في رسالته إلي غلاطية, الصراع الذي قام بينه وبين بطرس الرسول, وكيف أنه حدثت منازعة بينهما حول هذه القضية, وقال: قاومته مواجهة لأنه كان ملوما, إلي آخر هذه النصوص التي يفهم منها أنه حدث شئ من الانقسام في الكنيسة, بإزاء الموقفالذي ينبغي أن يتحدد من هذه الوجهة.فاقتضي الأمر أن الآباء الرسل يجتمعون في أورشليم في أول مجمع عظيم, وعلي نسقه وعلي قياسه وعلي غراره كانت فكرة المجامع, ففكرة المجامع فكرة رسولية فهي من العصر الرسولي الأولي, فهي امتداد أيضا لعمل الروح القدس, لماذا؟ علي أساس أن الكنيسة كائن حي, ومادامت الكنيسة حية, ففي كل عصر هناك مشكلات تنشب قبل أن يكون لها ثوابت في الماضي, ولابد للكنيسة أن تواجه تحديات العصر وتواجه المشاكل القائمة في هذا العصر, فكيف تواجه الكنيسة هذه المشاكل؟ إذا رجعت الكنيسة إلي النصوص القديمة قد لا تجد فيها أشياء صريحة تشير بطريقة محددة كحل للمشكلة القائمة في هذا العصر. فمن هنا كان اجتماع الآباء المعتبرين أعمدة, ومسئولين عن كيان الكنيسة وهم خلفاء للرسل, يجتمعون معا وينظرون في هذه القضية, لكن مع ارتباط بعمل الروح القدس السائر في الكنيسة منذ أولها. وهذه النقطة مهمة جدا, أن المصادر الكنسية في الواقع ليست مصادر منفصلة عن بعضها البعض. هناك رابطة روحية لاهوتية ورابطة عقائدية. | |
|