يمثل هذا القسم ليلة تاريخية مظلمة بالفساد مع العنف، خلالها تقوم إمبراطورية علي أنقاض إمبراطورية أخرى، والكل يقاوم عمل الله، لكن الله الذي يسمح للشر أن يتسلط إلى حين؛ يدينه بكل وسيلة من أجل القلة المختارة، وقد جاءت هذه الإصحاحات التاريخية تدينه.
. خلاص جسده.. فلم تقترب إليه الأسود الجائعة.
. صار مع الملائكة التي جاءت تسد أفواه الأسود، وكأنه في السماء.
. صار شاهدا للحق أمام الملك الذي أدرك قوة الله .
يحمل هذا القسم رؤى ونبوات كشقة تبعث الرجاء وسط الضيق والألم، حتى يجتاز المؤمنون العالم إلى شركة المجد السماوي.
قدمت نبوات زمنية هامة تحدد ميلاد السيد المسيح وتاريخ صلبه وأيضا أحداث انقضاء الدهر، فكما تحدث عن تأسيس مملكة السيد المسيح أوضح مقاومة عدو الخير لها خاصة في الأيام الأخيرة بظهور ضد المسيح، كما تنبأ عن مجيء السيد المسيح الثاني ومجد القديسين الأبدي ودينونة الأشرار، ويضيف إليها البعض خراب الهيكل علي يد تيطس الروماني. هذا بجانب النبوات الخاصة بتاريخ اليهود والإمبراطوريات الأربع أي البابلية والفارسية (مادي وفارس) واليونانية والرومانية في شيء من التفصيل، لقد دعي "نبي الأزمنة الأخيرة" الذي وهبه الله أن ينطلق قلبه لا ليري أحداث العالم المقبلة فحسب بل يعبر إلى ما وراء التاريخ ليتأمل الأبدية، بهذا تحقق القول الإلهي "سر الله لخائفيه".
+ في الإصحاح الثاني ظهرت الممالك الوثنية كتمثال علامة آلهتهم التي هي أصنام، أما هنا فتظهر كوحوش بسبب طبيعتها المفترسة بالرموز الآتية:
+ الأربعة القرون تشير إلى انقسام مملكة اليونان، أحدهم (السلوقيين) الذي داس الثلاثة بظهوره،
. سلوقس الأول نكانور
. انطيوكوس الأول سوتير
. انطيوكوس الثاني ثيؤس
. سلوقس الثاني جالينيكوس
. سلوقس الثالث كيرانوس
. انطيوخس الثالث الكبير
. سلوقس الرابع فيلوباتير
. انطيوخس الرابع أبيفانيوس
. انطيوكوس الخامس أوباطور
. ديمتريوس الأول
</BLOCKQUOTE>+ القرن القوى من العشرة داس الثلاثة ممالك أي الثلاثة ملوك الأخيرين هو انطيوكوس أبيفانيوس.
+ تحدث عن مجيء السيد المسيح وظهور ملكوته الأبدي .
. للكبش قرنان (مادي وفارس).
. التيس رمز مملكة الاسكندر الأكبر.
. الأربعة قرون رمز انقسام مملكته.
+ 70 أسبوعا مضروبا في 7= 490 يوما إشارة إلي 490 عاما تبدأ بإعادة بناء الهيكل وتنتهي بظهور السيد المسيح.
+ في وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة (ع27)، إذ يصلب السيد المسيح بعد خدمة 3 سنوات (وسط الأسبوع)… فتبطل الذبيحة الدموية والطقس اليهودي.
رأى دانيال الرب ليسنده، (ع10- 15 ظهر له ملاك يكلمه).
11 - الرؤيا الثالثة (
ص11): نبوات عن فارس والمملكة اليونانية ونهاية العالم
فى هذا الإصحاح يعرض النبي حوادث مفصلة للمستقبل و لقد تمت بكل دقة الأمر الذي يبعث على الدهشة.
يذكر دانيال النبي انه سيقوم ثلاثة ملوك بعد كورش العظيم في بلاد فارس (ع2) وهم قمبيز، سميردس، داريوس الأول، يتبعهم رابع احشويرش ذات الغنى الوفير.
(ع 3، 4) قيام الاسكندر الأكبر وانكساره وموته فجأة في شبابه ولن يخلفه أحد من أولاده، وتقسم المملكة اليونانية بين قواد جيشه الأربعة.
(ع5) الحرب الأولى بين ملك الجنوب (مصر) بطليموس الأول، والرئيس الآخر سلوقس نيكاتور ملك الشمال (سورية والشرق). وبعد مرور خمسين سنة على ذلك
(ع6) تزوجت ابنة بطليموس الثاني (مصر) من انطيوخس الثاني ملك سورية، لكنها ُطلقت ثم قتلت، وانتقم لها أخوها بطليموس الثالث بمهاجمة سورية الحرب الثانية وحمل غنائم كثيرة جدا من ذهب وفضة (ع7-9)، و الآيات (10-13) تعكس الحروب التي دارت بين هاتين القوتين في أواخر القرن الثالث ق. م.، حينذاك اتحد اليهود مع انطيوخس الثالث ملك سوريا للتغلب على المصريين (ع14-15)،
و قد تحقق لهم التحرر من نير مصر (ع16) , و للمهادنة أعطى انطيوخس الثالث ملك سوريا ابنته لبطليموس الخامس ملك مصر (ع17) ثم غزا انطيوخس أسيا الصغرى واليونان لكنه هزم في مغنيزيا عام 190 ق.م.
(ع18-19)، أما جابي الجزية (ع20) فكان سلوقس الرابع ابن انطيوخس الذي ما لبث أن خلفه أخوه انطيوخس الرابع مضطهد اليهود.
و الآيات (21-24) تصور شخصيته وسياسته تصويرا دقيقا. فبواسطة خيانة رجال بطليموس (مصر) استولى انطيوخس على مصر في زمن قصير عام 173 ق.م. وفي طريق عودته غزا أورشليم وقتل 80 ألف من اليهود
(ع29-30) فأرتد ثانية إلى أورشليم ودنس الهيكل (ع31) وقد ناصره ومالأه بعض اليهود فيما رفض الآخرون أن يساوموا على إيمانهم ، وهو ما عرضهم للاضطهاد والقتل (ع32-33)
و يذكر أن يهوذا المكابى آثار مقاومة ناجحة فأعان المضطهدين (ع34-35)، هذه أحداث مفصلة بسفري المكابيين.
فجأة تحولت الرؤيا إلى نهاية الأزمنة ومجئ ضد المسيح في تفصيل عن شخصه وأعماله الشريرة (36-الخ) التي تكون معاناة اليهود تحت حكم انطيوخس ظلا لها.
12 - ختام النبوات
ص12 (نهاية العالم): الضيقة العظيمة والقيامة.
+ ثالثا: تتمة دانيال (الفصلان
13،
14 من الأسفار القانونية الثانية)
إن سفر دانيال ينتهي بحسب النسخة العبرية بالإصحاح الثاني عشر، وأما الإصحاح الثالث عشر والرابع عشر وكذلك الأعداد من (عدد 24- 90) التي تتخلل الإصحاح الثالث لا توجد في النسخة العبرية الآن، ولكنها وجدت فى الترجمات الأخرى كالسبعينية وخلافها لاسيما ترجمة ثاؤدوسيوس وقد قبلتها كل الكنائس (الرجاء الرجوع إلى
صفحة تتمة دانيال بقسم
الأسفار القانونية الثانية في
موقع القديس تكلاهيمانوت).
و يكاد الإجماع ينعقد أن هذه الأجزاء كلها كتبت في الأصل باللغة العبرية.
** *محتوياته
+ جاء في الترجمة السبعينية تكملة لسفر دانيال وتحوي:
<BLOCKQUOTE>. نص تسبحة الفتية الثلاثة وهم في أتون النار
. قصة سوسنة العفيفة
. دانيال وكهنة الصنم بال (البعل)
</BLOCKQUOTE>
أولا: تسبحة الثلاثة فتية القديسين (د أ 3: 24 الخ)
باركوا الرب أيها القديسون والمتواضعوا القلب سبحوه وزيدوه علوا إلى الأبد (3: 87).
+ تسبحة رائعة تترنم بها الكنيسة كل يوم في
تسبحة نصف الليل (
الهوس الثالث أي السبحة الثالثة) حيث تري يد الله المترفقة بها علي الدوام رغم وجودها وسط الأتون.. أنها تسبح لأن يسوعها يتجلى فيها ويحل قيودها كما فعل مع هؤلاء الفتية القديسين (راجع سيرة هؤلاء الفتية في
سفر دانيال).
+ اعتادت الكنيسة في
أيقوناتها أن ترسم هؤلاء الفتية وسط اللهيب لكن السيد المسيح يحوط حولهم بذراعية ويحملهم في حضنه.. أما هم فيفرحون.
+ إذ تقضى الكنيسة ليلة سبت النور والفرح مسبحة للرب الذي صلب عنها ودخل إلى الجحيم ليخلص الذين ماتوا علي الرجاء.. تدرك أن مخلصها يتجلى فيها ويضمها بين ذراعين ويقيمها ممجدة فيه بقوة صليبه ومجد قيامته وكأن ما حدث للفتية الثلاثة يحمل رمزا لعمل المسيح الخلاصى.
ثانيا: سوسنة العفيفة (د أ 13)
+ تبرز قوة العفة الحقيقية فقد رفضت السيدة الشابة أن تسلم جسدها لشيخين نجسين، معرضه نفسها للموت لكن الله أنقذها في الوقت المناسب وسلم الشيخين للهلاك الأرضي والأبدي.
+ الله الذي يرعى الأطهار ويحميهم يهب حكمة لأولاده حتى وان كانوا شبانا فوهب الشاب دانيال حكمة، بها افتضح كذب الشيخين ونجاسة قلبيهما.
+ تحمل قصة سوسنة وهي واقع تاريخي رمزا لحال الكنيسة في
السبي البابلي فسوسنة أي زهرة السوسنة ترمز لشعب الله الحقيقي والشيخان يشيران إلى رجاسات الوثنية في بابل والارتداد عن الإيمان، هذان هما الشيخان اللذان حكم عليهما دانيال رجل الله بالإعدام لينقذ سوسنة المحبوبة لدي رجلها (الله) والجميلة في عينيه.
+ تتلي هذه القصة في
ليلة "أبوغالمسيس" أي ليلة سبت النور، إذ تري الكنيسة خلال عمل المسيح الخلاصى (صلبه وقيامته) انه يردها إليه عروسا مقامة من الأموات جميلة وعفيفة محبوبة لديه كالعفيفة "سوسنة" التى رجعت إلى يوياقيم رجلها.
+ كانت سوسنة دائما تتمشى في حديقة زوجها في الظهيرة وهناك كانت تغتسل.. فما هذه الحديقة إلا
الكتاب المقدس الذي فيه نستريح من حر التجارب وظهيرة هذا العالم، دخلنا إلى
مياه المعمودية وتمتعنا بالغسل الداخلي ومع ذلك فالشيخان (حروب
الشيطان) لا يتركانها!
ثالثا: دانيال وكهنة الصنم (دا 14) الله مخلص طالبيه (دا 14: 42)
+ أعطي الله حكمة لدانيال ليكشف للملك خداع كهنة البعل له.. يأكلون ما يقدم للصنم ويدعون أن الصنم أكله كما قتل التنين معبودهم.
+ قتل الملك كهنة البعل وحطم الصنم كما مات التنين.. فثارت الجماهير ضد الملك وحسبته قد صار يهوديا لذلك اسلم لهم دانيال، حيث ألقوه في جب أسود جائعة لمدة ستة أيام.. وقد أرسل الله إليه حبقوق النبي محمولا بواسطة ملاك الرب ليقدم له غذاء.. وفي اليوم السابع اخرج الملك دانيال وألقي الذين سعوا به في الجب فالتهمتهم للحال.
يمكن أيضا تقسيم السفر إلى أربعة أجزاء:-
1 - لمحة عن شخصية دانيال ص1
2 - رؤى الملوك يفسرها دانيال ص2 -6
+ نبوخذنصر ص 2 - 4
+ بيلشاصر ص5
+ داريوس ص6
3 - رؤى دانيال يفسرها الملاك ص 7 - 12
4 - تتمة دانيال ص 13، 14 (الأسفار القانونية الثانية).
## مقارنة بين سفر دانيال "رؤيا العهد القديم" و
سفر الرؤيا "رؤيا العهد الجديد":
+ رافقاهما ملاك ليفسر لهما أكثر الرؤى (دا 7: 16؛ 8: 16؛ 9: 22)
+ استخدما لقب " ابن الإنسان " (دا 7: 13؛ 14 رؤ 1: 13؛ 14: 14)
+ دعي دانيال بواسطة الملاك " الرجل المحبوب " ثلاث مرات (دا 9: 23؛ 10: 11، 19) ودعي القديس يوحنا الحبيب " التلميذ الذي كان يسوع يحبه " خمس مرات (يو 19: 26؛ 20: 2؛ 21: 7، 20)
+ كتب دانيال وهو أسير وكتب القديس يوحنا رؤيته في النفي (رؤ 1: 9)
+ دانيال هو السفر الخاص بغلبة مملكة المسيح علي الإمبراطوريات الأربع، كما هو سفر أخروي. والرؤيا هي سفر الكنيسة المتألمة في العالم والمنتصرة التي تترقب مجيء مسيحها، وهي أيضا سفر أخروي.
+ يكشف السفران عن ختوم يفتحها الرب ليعلن أسراره لخائفيه، لكن تبقي بعض الأمور مختومة (رؤ 5؛ 10: 4؛ دا 12: 4)
+ وصفا السيد المسيح بأن رأسه وشعره أبيضان (دا 7 : 9؛ رؤ 1: 14)
+ تشابه السفران في وصفيهما للعرش الإلهي وحوله ربوات ربوات وألوف ألوف من الملائكة (دا 7: 9 ,10 رؤ 4: 2، 9؛ 5: 11)
+ أدان الله في دانيال بيل شاصر (دا 5: 22، 23) بنفس السبب الذي به أدان البعض في سفر الرؤيا (9: 20)
+ رأي دانيال النبي والقديس يوحنا رجلا واقفا علي البحر يرفع يده إلى السماء ويقسم بالحي إلى أبد الآبدين (دا 12:7 رؤ 10: 5، 6)
+ تحدث كليهما عن مدة الزمان والزمانين والنصف زمان (ثلاث سنوات ونصف أو 1260 يوما) (رؤ11: 3،12: 16؛ دا 7: 25، 12: 7)
+ تصوير إبليس بتنين ذنبه يجر ثلث نجوم السماء ويطرحها إلى الأرض (رؤ12: 4) يشبه ما ورد في دانيال (دا 8:10)
+ حديث السفرين عن ضد المسيح متطابق
+ وصف السفرين ليوم الدينونة متشابه (رؤ 20: 12 ؛ دا 7: 10).