** رسالة السفر: تنشيط وتعزية الشعب الذي لا يزال في السبي (24:4).
** مكان السفر بين أسفار الكتاب المقدس : يوضع هذا السفر بعد
مراثي ارميا.
** اللغة التي كتب بها السفر وتاريخ كتابته:-
+ كتب هذا السفر في بابل أوائل القرن السادس ق. م (باللغة العبرانية). إذ يحوى الكلمات التي نطق بها على مسامع ملك يهوذا وكثير من المسبيين في بابل.
+ كان يعد جزءا مكملا لنبؤة ارميا، وقد بقيت نسخته الأصلية متعارف عليها إلى القرن الثاني الميلادي، وأغلب الآراء ترجح إنها كتبت في عصر قريب من السبي.
** باروخ
+ باروخ أسم عبراني معناه "مبارك".
+ صديق
ارميا النبي ورفيقة في الجهاد فقد كان كاتبا محبا ومخلصا له (ار 12:32) حيث سلمه صك الحقل الذي اشتراه، كما استدعاه فكتب كلام الله (ار 36) الذي تنبأ به ارميا في درج وقرأه علي مسامع الشعب في بيت الرب ثم قرأه بعد ذلك في أذان رؤساء اليهود فاضطربوا اضطرابا عظيما، وأشار بعضهم علي باروخ أن يذهب ويختبئ هو وارميا من وجه الملك يهوياقيم لأن هذا الملك احتدم غيظا ومزق السفر وألقاه في النار عند استماعه جزءا صغيرا منه. ثم أوحي بعد ذلك إلي ارميا أن يكتب السفر ثانية فاحضر صديقه باروخ وأملى عليه ما كان مكتوبا في السفر السابق وبعض الزيادة أيضا (أر 32: 12، 36: 4).
** غايته:-
+ الحفاظ علي الإيمان في ارض السبي. والتمسك بالشريعة بكونها وصية الله كنز الحكمة الحقة، ورفض العبادة الوثنية، الرجوع إلى الله بالتوبة حتى يردهم إلى أرضهم. ففي (ص9:3- 4:4) تقريظ بديع للحكمة لأنه يحول النظر عن الكرب المحيط إلي التأمل في الحكمة التي تستلزم الإخلاص للشريعة التي هي الميراث الموقوف علي إسرائيل فيقول "تب يا يعقوب واتخذها وسر في الضياء تجاه نورها" (ص2:4).
+ يقدم لهم بشرى الخلاص من السبي معلنا بهاء أورشليم ومجدها ص 5.
+ يحوي رسالة وجهها أرميا النبي إلى المسبيين إما قبيل وصولهم إلى بابل أو بعد وصولهم مباشرة، وقد جاءت هذه الرسالة في بعض المخطوطات منفصلة عن سفر باروخ بين مراثي أرميا وحزقيال (النسخة الفاتيكانية والنسخة الإسكندرانية للكتاب المقدس قرن 4 /5) وفي النسخة السريانية بميلان والعربية، لكنها وجدت في نهاية
سفر باروخ في بقية المخطوطات اليونانية والسريانية والنسخة اللاتينية لهذا ترجمت
كإصحاح سادس لسفر باروخ.
** سماته:-
+ يبدو من هذا السفر أن باروخ سافر إلي بابل حاملا رسالة من النبي ارميا تنبئ بما كان مزمعا أن يحل بتلك المدينة العظيمة من القصاص الإلهي والعقوبة. وما لبث أن رجع ارميا إلي أورشليم حتى وقع الحصار علي المدينة وسجنا كلاهما. فلما فتحت المدينة أُخرجا من السجن، وكان باروخ وأرميا من جملة من أخذوا إلي مصر (إر 1:43- 7).
+ السفر يصف الله بأنه حاكما علي شعبه ومصدرا للعدل والسلطان (ص 15:1،19 و2: 6، 3:1)، (إقرأ بموقع كنيسة الأنبا تكلا نص السفر كاملاً). وإنه يثبت دائما محبته ورحمته ويعلم صريحا أن الآلام هي تأديب لسبب الخطية (ص13:1، 10:2، 6:4-
.
** محتويات السفر:-
+ يقع هذا السفر فى جزأين، وكل جزء ينقسم إلي قسمين، وكتب الأول نثرا وهو يشمل مقدمة واعترافا عاما.
+ أما الجزء الثاني فهو بأسلوب القصيدة العبرية المنظومة فيشمل عظة عن الحكمة وسبع قصائد فى التعزية.
أولا: الخطية علة السبي ص 1 - 3: 8 - مقدمة تاريخية ص 1: 1 - 14
- الاعتراف بالخطية ص 1: 15 - 3: 8
+ يبدأ بمقدمة تاريخية يعلن فيها الكاتب وتاريخ الكتابة، وتلاوة ما ورد في هذا السفر أمام يكنيا الملك وجميع المستمعين من المسبيين.
+ عند سماعهم هذا بكوا وصاموا وصلوا أمام الرب معترفين بخطاياهم.
+ جمعوا فضة وأرسلوها إلى يوياقيم الكاهن ومن معه لتقديم محرقات وذبائح خطية ولبانا، لكي يهبهم الله نعمة فى عيني الملك نبوخذنصر وابنه بيلشاصر وطلبوا منه تلاوة هذا الكتاب أمام المحفل فى العيد "للرب إلهنا العدل، ولنا ولآبائنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم" (1:15) فأسمع يارب وارحم لأنك أنت اله رحوم ارحمنا لأننا أخطأنا إليك (3: 2).
ثانياً: وصايا الحياة ص 3: 9 - 4: 20 + حث علي الرجوع إلي نبع الحكمة
- الله نبع الحكمة ص3: 9 - 38
- بركات الشريعة ص 4: 1 - 5
- السبي للتأدب والبنيان ص4: 6 - 20
+ ما هي الخطية التي ارتكبوها وبسببها تم السبي؟ إنها عصيان وصية الله أو شريعته مصدر الحياة والحكمة فالشريعة تهب العامل بها مجدا أما العاصي فيسقط تحت التأديب لأجل بنيان نفسه برجوعه إلى الله.
+ أنكم مبتاعون للأمم، ليس للهلاك بل لأجل إنكم أسخطتم الله أسلمتم للمعاندين 4: 6
ثالثا: العودة المجيدة ص 4: 21 - 5:9 + تعزية ووعد بالنجاة (ص5:4- 9:5)
يشمل هذا الجزء سبع قصائد في التعزية، في الثلاث قصائد الأولي تمتزج أنات التوبة والحزن بالتعزية والرجاء، أما الأربع الأخيرة فكلها تعزيات ووعود
لأورشليم بأن الدائرة ستدور يوما علي أعدائها فإن كان عصياننا يدخل بنا إلى التأديب فان رجوعنا يدخل بنا إلى المجد من جديد ويعود إلينا الفرح الحقيقي بالله.
+ إخلعى يا أورشليم حلة النوح والمذلة وإلبسي بهاء المجد إلى الأبد (5: 1)
رابعاً: رسالة أرميا النبي ص 6 وهي الرسالة التي كتبها أرميا إلى اليهود المسبيين عشية ترحيلهم إلى بابل وفيها:
- سر السبي: "لأجل الخطايا التي أخطأتم أمام الله يسوقكم نبوخذنصر ملك بابل في الجلاء إلى بابل" (6: 1)
- يحذرهم من الوثنية "فاحترزوا أن تتشبهوا بالغرباء وتأخذكم منها رهبة" (6: 4) وإنذار بطول مدة السبي، وبعبادة الأوثان التي سوف يشاهدونها في الأرض الغريبة.
- أطال الحديث عن بطلان العبادة الوثنية وما تنطوي عليه من جهالة مؤكدا بعظة يدلل فيها بشتى الأدلة علي أن هذه الأوثان لن تنفع عبادها شيئا في شئون الحياة، وبشهادتها بنفسها تكشف عجزها عن العمل لحساب نفسها أو عابديها وأنها ليست بآلهة فلا تخافوها…ثم يعزيهم فيقول "هل من حاجة إلى التنبيه علي أنها لست بآلهة؟" (6: 51) ويحثهم علي الابتعاد عن عبادة الأوثان والترفع عن حياة الغاصبين وأساليب حياتهم ويشدد عزائمهم بقوله أن ملاك الرب سيكون معهم ويحرسهم.
- يختتم الرسالة بقوله أن "الصديق الذي لا صنم له أفضل لأنه بمعزل عن العار". (72:6)
+ نلاحظ وجود تشابهات كثيرة بين أجزاء الرسالة وبين بعض عبارات
سفر ارميا (10:1 -16) مما يدل صراحة علي أن خواص الرسالة تتفق مع أسلوب ارميا، والواقع أن الرسالة يمكن وصفها بأنها شرح لذلك الفصل من سفر ارميا